لذا فإنني سوف اقتصر على ما يحيط بنا من أجهزة في حياتنا ونستخدمها بشكل يومي كجهاز الجوال، وجهاز الحاسب الآلي.
في أمريكا وحدها يتم التخلص من 50 مليون جهاز حاسب سنوياً. وفي أوروبا يتم التخلص من 100 مليون هاتف نقال سنوياً، ويقدر المختصون أن متوسط وزن جهاز الحاسب المكتبي 32 كيلو جرام ويحتوي على 1,7 كيلو جرام من معدن الرصاص والزرنيخ والكوبالت والزئبق وجميعها تحتوي على مواد سمية.
كانت معظم الدول قديماً تتخلص من هذه الأجهزة بطرائق تقليدية إما بردمها في الأرض أو رميها في البحر أو حرقها، واكتشفت فيما بعد أن هذا يضر بالبيئة ويمتد إلى البشر، وتوصلت معظم الدول مؤخراً إلى أن أفضل طريقة للتخلص من هذه الأجهزة بتدويرها والاستفادة منها في صناعات أخرى.
لكن الشركات التجارية تعمد إلى الحيلة للتخلص من هذه الأجهزة عن طريق التبرع بها للدول الفقيرة لتجنب مصاريف معالجتها؛ لأن جهاز الحاسوب الواحد يكلف من 10-30 دولارا لمعالجته بطريقة سليمة.
بعض الدول سنتّ أنظمة وقوانين للتخلص من النفايات الالكترونية بطرق علمية وصحية، كما نشأت شركات متخصصة في الشرق والغرب للتخلص من النفايات الالكترونية. وقد نجحت اليابان في إعادة التدوير والتصنيع للأجهزة والأدوات الالكترونية.
لست في هذا المقال بصدد تخويف الناس من الأجهزة التقنية كالحاسوب والجوال، فقد أصبحت جزء رئيسا من حياتنا اليومية ولا غنى لنا عنها، والمقصود هنا بالأجهزة التي تسبب الضرر، الأجهزة التي انتهى عمرها الافتراضي ولم تعد صالحة للاستخدام.
أما الأجهزة الجيدة المصنوعة بمواصفات عالمية تتوافق مع متطلبات السلامة فلا ضرر منها، كما أنني أؤكد على ضرورة أن تقوم جهات الاختصاص بالتحرك السريع لمواجهة خطر النفايات الالكترونية؛ للحفاظ على سلامة وطننا ومواطنينا منها.
0 التعليقات:
إرسال تعليق